إلى حضرة سعادة سفير المملكة العربية السعودية الشقيقة بالجزائر

lettre en arabe cloud_downloadTelecharger

     3 - ألا يعلم هذا الد ج ال أن النبي الكريم قد خ ص ه سبحانه وتعالى بالمعجزة الخالدة التي لا تنقضي عجائبها وهي القرآن الكريم بلسان عربي مبين، وخ ص ه أيضا بخصوصيات أخرى وبمعجزات تفوق العد والحصر وبعضها لم ي عط هن أحد قبله من الأنبياء  كالغنائم وجعل الأرض له مسجدا وطهورا والمقام المحمود وبعثته إلى الناس كافة ونصرته على الأعداء مسيرة شهر وغيرها .
     فقد ح رم الرسول الكريم بتفويض الله تعالى إياه، المدينة بين لاب ت يْ ها كما ح رم سي د نا ابراهيم الخليل عليه السلام مكة المكرمة وبارك في م دها وصاعها ودعا الله تعالى أن ين ق ل ح م اها إلى الجحفة. والمراد بذلك أنه يحرم صيد حيوانها إلا الضار منها كالكلب العقور مثلا والح د أة التي تخطف أزواد الحجيج والزائرين عامة، أو ي ن فر الطير من ع ش ه وقطع شجرها ونباتها إلا الإذخر كما جاء في الرخصة النبوية وأخ ذ لقطتها إلا لمن يعرفها، ولا يجوز أن يستمتع بها بعد العام من وجودها كما إذا وجدها في أماكن أخرى غيرالحرمين الشريفين. فإذا كان الحرم المدني محميا بأمر النبي الكريم فكل ما فيه وما عليه يتمتع إذن بالأمن والسلام من شجر ونبات وحيوان فإنه ح رم شريف ولذلك لا يجوز لأحد أن يأوي في المدينة المنورة على عمومها محدِ ثا أي صاحب بدعة ضالة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث فيها حدثا أو أوى محدِ ثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا ي قبل منه صرف ولا عدل". والحديث في الصحاح.
     والمدينة المنورة بدورها قد شبهها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كالكير تنفي خبث ها وتنصع طيبها يعني تنفي النفاق وتقلعه من جذوره وتث ب ت فيها أهل الصلاح والفلاح.
     فإذا كان هذا شأن ما و م ن في الحرم المدني يعني محميا من كيد الدخلاء فكيف بالذات المحمدية المباركة والتي زكاها الله تعالى في أماكن عدة من القرآن الكريم والذي قال فيه سبحانه وتعالى " وإ ن ك لعلى خ لق عظيم ".
     4 - من خلال هذا التقرير البغيض يشم الك ي س الفطن ذي البصيرة الحادة رائحة إنكار صريح، لأصل من أصول الإيمان بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. ألا وهو تأيي دهم من الله تعالىبالمعجزات المقرونات بالتحدي ل ي بل غوا رسالات ربهم وتطمئ ن إليهم نفو س أهل الإجابة ولا يترددون فيأنهم رسل الله حقا إلى الناس.
     ويتستر أيضا من وراء التوسل الذي يراه بدعة ضالة ويجهل أو يتجاهل أن الله تعالى أكرم نب ي ه صلى الله عليه وسلم بمعجزات لا حصر لها كما سبق كانشقاق القمر بإشارة من يده الشريفة، وإسرائه إلى بيت المقدس ط ه ره الله وسائر مقدساتنا من أرجاس الصهاينة الملاعين، ثم معراجِ ه إلى فوق السماوات السبع حيث ما وصل أحد قبله من مل ك مقرب أو نبي مرسل، ونبع الماء من أصابعه الشريفة في عدة مناسبات على مرأى من أصحابه الكرام. ومنها إطعام ثلاثة ألاف في غزوة الخندق من طعام م عد لخمسة نفر على الأكثر، ومنها علاج الأمراض المستعصية براحته الكريمة وريقه الشريف فيذهب الألم والسقم في الحال... فهذا أبو قتادة الذي أصيب في عينه في غزوة أحد، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعي ن ه تسيل على خده فما أن كان من الن ب ي الكريم صل ى الله عليه وسل م إلا أن ردها إلى مكانها فأضحت خيرًا من أختها.
     ومنها أنين الجذع الذي كان يخطب عليه النبي صلى الله عليه وسلم وذلك حين جاءه المنبر وصعد النبي الكريم عليه .. وقد سمعه كل الحاضرين من الصحابة يئن كأنين العِشار.. فما سكت حتى نزل النبي الكريم إليه ومسح عليه فسكن روع ه .. وهذا الجمل الذي عندما دخل النبي الكريم الحديقة التي هو فيها أخذ يبكي عندما رأى النبي الكريم، ولما دنا منه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم شكا إليه صاحب ه الذي كان ي تعب ه وي جوعه، ثم أمر النبي الكريم صاحب ه أن يحسن معاملته فقال " اركبوها صالحة وكلوها
صالحة"... ويشهد هو بنفسه صلى الله عليه وسلم على ح ج ر كان ي سلم عليه قبل البعثة... فمعجزاته لا تعد ولا تحصى ..
وكيف ينكر هذا المفتري التوسل ولا يدري أن سبب نجاة أصحاب الغار الثلاثة، وق ص تهم مشهورة، كان التقرب إلى الله تعالى بأعمالهم الصالحة من ع ف ة وأمانة وب ر للوالدين. ولا يدري أيضا أن سيدنا عمربن الخطاب الذي قال عنه النبي الكريم: "إن الشيطان يخاف منك يا عمر" كان إذا أراد الاستسقاء تو سل بعم الرسول الكريم سيدِنا العباس رضي الله عنه فيتوسل به وي سْ قون .. ألم يقل الله تعالى في سورة المائدة "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة، وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون " ) 35 ( ألم يكن
الرسول الكريم هو الوسيلة العظمى؟ ألم يكن هو الباب للحضرة الالهية؟ ألم يبعثه الله تعالى رحمةً للعالمين؟ ... فهو سر الوجود وهو عين الرحمة الر ب انية. فلولاه ما كانت الأعمال الصالحة ولا الإيمان ولا كان الوجود أصلا وهو الذي قال عن نفسه صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت رحمة مهداة ".
     فالتوسل لا يعني أنك تعبد من تتوسل به إلى الله تعالى وإنما تتبرك بخصاله عند الله. فليس هو الواسطة طبعا بينك وبين الله في النفع والضر وإنما يريد الله أن يرى عب ده مع أحبابه ولهذا أمر أه ل الإيمان بالتقوى وأن يحافظوا على تقواهم ويث ب توا عليها بمصاحبة الصادقين. قال تعالى في سورة التوبة " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" ) 119 ( فإذا رضي الله ب عبده فتح له باب الإجابة كما يشاءتعالى.
     5 - ومن شؤم هذا التقرير أنه يقرر ج د يا طمس المعالم التاريخية في المسجد النبوي الشريف كماط مست من قبل معالم تاريخية  بالحرم المكي. وهذه نزغة صهيونية ولا ريب في ذلك، لأنهم يريدون لأمتنا أن تعيش بلا تاريخ وبلا لغة. فشوهوا تاريخ أمجادها وقد قتلوا أنبياء هم من قبل.. واستبدلوا لغة القرآن العربية التي هي أغنى اللغات وأقد مها عبر الزمان، بأنواع العا م يات في المؤسسات التربوية هنا وهناك.




facebook twitter youtube LinkedIn cheikh badaoui el djazairi mail
.
.

٠٦ / مايو / ٢٠٢٤
ALG
GMT + 1

arrow_drop_up