عبادات و إشراقات

شرح جوهرة التوحيد / لفضيلة الشيخ الطاهر بدوي الجزائري / وجوب تأويل التشاجر الذي وقع بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين


     ثم اعلم عزيزي المستمع أن أهل السنة والجماعة ثمانية أصناف من الناس، صنف منهم أحاطوا العلم بأبواب التوحيد والنبوة وأحكام الوعد الوعيد والثواب والعقاب وشروط الاجتهاد والإمامة والزعامة وسلكوا في هذا النوع من العلم طرق الصفاتية من متكلمين الذين تبرأوا من التشبيه والتعطيل ومن بدع الرافضة والخوارج والجهمية والنجارية وسائر أهل الأهواء الضالة. والصنف الثاني منهم أئمة الفقه من فريقي الرأي والحديث من الذين اعتقدوا في أصول الدين مذاهب الصفاتية في الله وفي صفتاته الأزلية. والصنف الثالث منهم: هم الذين أحاطوا علما بطرق الأخبار والسنن المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وميزوا بين الصحيح والسقيم منها وعرفوا أسباب الجرح والتعديل ولم يخلطوا علمهم بذلك بشيء من بدع أهل الأهواء الضالة. والصنف الرابع منهم: قوم أحاطوا علماً بأكثر أبواب الأدب والنحو والتصريف وجروا على سمت أئمة اللغة، ومن مال منهم إلى شيء من الأهواء الضالة لم يكن من أهل السنة ولا كان قوله حجّة في اللغة والنحو. والصنف الخامس منهم: هم الذين أحاطوا علما بوجوه قراءات القرآن الكريم وبوجوه تفسير آيات القرآن وتأويلها على وفق مذاهب أهل السنة دون تأويلات أهل الأهواء الضالة. والصنف السادس منهم: الزهاد الصوفية الذين أبصروا فأقصروا واختُبروا فاعتبروا ورضوا بالمقدور وقنعوا بالميسور وعلموا أن السمع والبصر والفؤاد كلٌ أولئك مسؤول عن الخير والشر ومحاسب على مثاقل الذرّ فأعدوا خير الاعتداد ليوم الميعاد وجرى كلامهم في الطريقي العبارة والإشارة على سمت أهل الحديث دون من يشري لهو الحديث لا يعملون الخير رياء ولا يتركونه حياء دينهم التوحيد ونفي التشبيه ومذهبهم التفويض إلى الله تعالى والتوكل عليه والتسليم لأمره والقناعة بما رزقوا .والإعراض عن الاعتراض عليه ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. .والصنف السابع منهم: قوم مرابطون في ثغور المسلمين في وجوه الكفرة يجاهدون أعداء المسلمين. والصنف الثامن منهم عامة البلدان التي غلب فيها شعائر أهل السنة دون عامة البقاع التي ظهر فيها شعار أهل الأهواء الضالة.

                        وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.  

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأيات المدرجة في الشرح

  • "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى"(الحديد/10)
  • "ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقنّ ولنكوننّ من الشاكرين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون".(التوبة/75-77)
  • "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا".(النساء/59)
  •  كنتم خير أمة أخرجت للناس".(آل عمران/110)
  • "وكذلك جعلناكم أمة وسطا"(البقرة/143)
  • "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم"(الفتح/18)
  • "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه"(التوبة/100)
  • "يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين"(الأنفال/64)
  • "للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون... إلى قوله تعالى... إنك رؤوف رحيم".(الحشر/8-10)
  • "لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى".(الحديد/10)
  • "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون".(الأنبياء/101)
  • "والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان"(التوبة/100)
  • "قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى"(النمل/59)
  • "النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم".(الأحزاب/6)
  • "يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا".(الحشر/10)




facebook twitter youtube LinkedIn cheikh badaoui el djazairi mail
.
.

٠٤ / مايو / ٢٠٢٤
ALG
GMT + 1

arrow_drop_up