عبادات و إشراقات

رســالة إلى لبيـب ( فاظفر بذات الدين )


بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.

     واحذر من مجالسة أهل السوء، ومسامرة الحسان فإن الخلوة بالأجنبية مصيدة للشيطان يفتن بها من يشاء من المخلوقين، وتمتع بها حلالا إن استطعت الباءة.

واختر الولودة الجميلة، وجمال المرأة في طول شعرها وخفض صوتها وقوة حيائها وعفتها وصيانة أهلها وطاعة زوجها ومراقبة ربها. فعاملها بالمعروف، والمرأة لا تخضع بالعنف وإنما إذا شاهدت شيّم الرجال فيك انقادت لك وسلمت لك كل سلاح فتنال قلبها الذي لا يجذبه إلا الحب النزيه، واتق مكرهن فإن كيدهن عظيم ولا تغتر بسلطانك فكم من قائد مغوار هزمته جارية ضعيفة، ألا ترى أن سيدنا يوسف عليه السلام مع عصمته كاد أن تفتنه امرأة العزيز لولا أن رأى برهان ربه. وشاءت الحكمة الربانية أن يلتقيا بعد غياب طويل على بساط المُلك والحرية.

     والعزوبة شر وعلاجها الصوم إن لم تستطع الباءة. وأشر منها أن تتزوج من قبيحة اللسان وسيئة الفعال، وأن تغتر بمالِها أو بجمالِها فتشتري منك حرية الشرف وشهامة الرجال وتقلّدك بقلادها كما تقلد هدي الحجيج: " فأظفر بذات الدين تربت يداك " فهذه قلب الأسرة والمتاع الصالح والتعزية في الحزن - كما قال أهل الحكمة - والرجاء في اليأس والقوة في الضعف، وهي ينبوع الحنان والرأفة والشفقة والغفران. ومعصية الحبيب للمحبوب أشد من معصية من سواه من العبيد، والبعد عن مجلس السلطان أشد من الذبح بألف سكين، ألا ترى أنه حُكم على الهدهد بالعذاب الشديد أو بالذبح، وأعني بالعذاب البعد عن حضرة نبي الله سليمان عليه السلام. وكاد الحكم أن ينفذ عليه لولا أن أتى بالخبر اليقين وكان سببا في إنقاذ عرش بكامله من ظلمات الشرك المبين عرش ((بلقيس)) التي أسلمت مع سليمان لله رب العالمين.     يــتــبــع...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- اضغط هنا لقراءة الفصل السابق من الأرشيف: ( فمن أي نوع معدنك؟؟ )

 




facebook twitter youtube LinkedIn cheikh badaoui el djazairi mail
.
.

٠٤ / مايو / ٢٠٢٤
ALG
GMT + 1

arrow_drop_up