السدل و القبض عند السادة المالكية

                                         بسم الله الرحمن الرحيم

          الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ومولانا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

السدل و القبض عند السادة المالكية / لفضيلة الشيخ محمد شارف رحمه الله:

التقديم: 

وبعد،

      فإن مسألة السدل والقبض في الصلاة من المسائل التي أسالت كثيرا من الحبر بين الفقهاء قديما وحديثا، وقد كان معظم أفراد المجتمع فيما سبق يؤدون صلاتهم وفق سنة السدل، عملا بالمشهور في المذهب المالكي، الذي كان وما يزال يمثل أساس المرجعية الدينية الفقهية للجزائريين الذين اختاروا مذهب الإمام مالك، مذهب أهل المدينة في ممارستهم الفقهية وهي الكيفية نفسها التي اختارها الإخوة الإباضية عملا بالمذهب الإباضي، الذي تعايش طيلة هذه القرون مع المذهب المالكي جنبا إلى جنب.

     ومع التفتح على المجتمعات الأخرى، ظهرت وضعية جديدة، فصار الكثير يميل إلى سنة القبض في الصلاة التي قال بها فقهاء المذاهب الأخرى، حتى بالغ بعضهم فصار ينكر سنة السدل على من اختارها وعمل بها.

    وفي هذا الجو كتب أستاذنا الشيخ العلامة الصالح سيدي محمد ابن عبد القادر شارف رحمه الله تعالى رسالة لطيفة في هذه مسألة السدل والقبض، بين فيها حكمهما، وأوضح مذاهب العلماء سلفا وخلفا، وساق أهم الأدلة التي استند إليها كل فريق، ومهد لذلك بمقدمات في بيان أهمية مذاهب الأئمة المجتهدين، وأن الأسلم لمن يبلغ رتبة الاجتهاد أن يسير على هديهم ومنهجهم.

    وفي سياق مشروع جمع أعمال شيخنا محمد بن عبد القادر شارف رحمه  الله، يسعدني أن أضع بين يدي القراء الكرام هذه الرسالة في حلة قشيبة تنفع المتعلمين، وتسر الدارسين.

وسلكت في هذا العمل الخطوات الآتية:

1 ـ كتابة الرسالة اعتمادا على نسخة مكتوبة بخط الشيخ. 

2 - إضافة بعض العناوين الجزئية ووضعتها بين معقوفتين [ ].

3 - بیان مواضع الآيات القرآنية الكريمة بذكر السورة ورقم الآية.

4 - تخريج الأحاديث النبوية.

5 - توثيق المعلومات وعزوها إلى المصادر والمراجع.

6 - وضع فهارس للآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والأعلام، والمصادر والمراجع، والموضوعات

     ولا يفوتني في الأخير أن أتقدم بجزيل الشكر إلى كل من أسهم وساعد في طبع هذه الأعمال وإخراجها في هذا الشكل الجميل.

     وأدعو الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعله صدقة جارية نافعة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

     والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... يــتــبــع




facebook twitter youtube LinkedIn cheikh badaoui el djazairi mail
.
.

٠٩ / مايو / ٢٠٢٤
ALG
GMT + 1

arrow_drop_up