فتاوي في الدين و الأخلاق

(تابع) الدعوة إلى الله تعالى وشروطها


 9 . مسؤولية تدهور العالم الإسلامي

     سئل للشيخ رحمه الله: العالم الإسلامي يعيش أسوء الفترات في تاریخه، تُرى من المسؤول عن هذا التدهور الذي تعاني منه الأمة؟

     فأجاب: «المسؤول الوحيد عنه هم بعض الرؤساء والأغنياء والعلماء وعقلاء الأمة، فهؤلاء هم الأساطين لحماية عرش الأمة الذي أن يجب يبقى مصانا ما انتبه هؤلاء إلى ما يحيط بالأمة من نكبات وشرور وأزمات شديدة التي منها الجهل والفقر والمرض وغيرها المصائب، من بسبب تخليهم لمسؤوليتهم التي هي أمانة في أعناقهم، وانشغالهم بأنفسهم فحاق الهلاك بالجميع، وهذا أمر واضح لا يحتاج إلى بيان، وما بعد الوضوح بيان، والله المستعان» (11).

10 . علاج الأوضاع التي أساءت إلى الاسلام

     سئل الشيخ: كيف يمكن علاج الأوضاع التي أساءت إلى الإسلام؟

     فأجاب قائلا: «إن الإجابة عن هذا السؤال هو سهل بسيط لمن تأمله، وذلك أن الأوضاع السيئة التي أحاطت بالمسلمين في وقتنا الراهن، حلها الوحيد هو العمل على إرجاع الوحدة الاجتماعية والدينية التي أضاعها المسلمون كلهم، فما عليهم إلا أن يُرجعُوها، وليعتصموا بحبل الله جميعا، ولا تغرهم الحياة الدنيا وما فيها من ملذات وشهوات، وذلك بإرادة قوية ينسون معها مغريات الحياة الدنيا، مع الصبر على ما يلحقهم من الشدائد، فإن هم فعلوا ذلك فازوا في النهاية، ورجعت إليهم الحياة المطلوبة والمضاعة منذ تفرقوا شيعا وأحزابا.. وقلدوا الغرب فيما ليس لهم فيه إلا الخسران لا التحسر على ما فات، فبدون هذا لا ينصلح أمرهم..

     والله سبحانه يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم مبلغا أمره: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ (12)، على أن من ضمن الوحدة المنشودة: وحدة الدين أعمالنا كلها التي منها وحدة المذهب، فلو أن المسلمين انتبهوا لما أحاط بهم من شرور من جراء الاختلافات المذهبية واجتمعوا في رابطة دينية واحدة واختاروا من مسائل المذاهب ما كان صالحا لجميعهم، فدونوه ورتبوه كمواد القانون الوضعي، وعملوا به في خلافاتهم لانعدام الخلاف الضار، المفرق بين مذهب ومذهب، وأصبح بالتالي المسلمون أمة واحدة، قصدها واحد وهدفها واحد، ورجع إليهم عزهم الضائع وقوتهم الضائعة نرجو ذلك بحول الله وقوته»(13)...     يــتــبــع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(11) انظر: خطب منبرية ومقالات وحوارات ضمن سلسة الشيخ محمد شارف حياته و آثاره" (542/5).

(12) سورة التوبة/105.

(13) انظر: خطب منبرية ومقالات وحوارات، ضمن سلسة الشيخ محمد شارف حياته وآثاره (534/5 . 535).                                                                                                 




facebook twitter youtube LinkedIn cheikh badaoui el djazairi mail
.
.

٠٢ / مايو / ٢٠٢٤
ALG
GMT + 1

arrow_drop_up